مرض صامت
يصيب النساء أكثر من الرجال.
يعتبر هشاشة العظام من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم وتحدث نتيجة فقدان كثافة العظام علي مدي سنوات عديدة مما يؤدي إلي ضعفها وسهولة كسرها تلقائياً عند تعرض الإنسان لحادثة بسيطة جداً مثل الإنحناء أو الوقوع البسيط علي الأرض والذي عادة لا يسبب أي كسور لدي غير المصابين بهشاشة العظام.
وتشير الإحصاءات العالمية في بعض الدول الغربية إلي أن هذا المرض يصيب 40% من النساء فوق سن الأربعين، ويصيب 25% من الرجال فوق سن السبعين. ومن المؤكد أن النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام من الرجال.
لأهمية هذا المرض وأهمية التعرف علي طرق الوقاية منه سوف نستعرض مجموعة من الأسئلة المتعلقة بهذا المرض.
في البداية فالهيكل العظمي للإنسان يتكون من 216عظمة تعتبر مخزناً لأملاح الكالسيوم بالجسم. وتتكون العظام من مواد عضوية مثل الخلايا المتخصصة والأوعية الدموية والأعصاب والبروتينات ومواد عضوية مثل الكالسيوم والفوسفات وغيرها، وتعتبر العظام أعضاء نشطة، إذ تمر طوال العمر بعملية هدم وإعادة بناء مستمرة بواسطة خلايا متخصصة موجودة داخل العظم. وتبدأ العملية بهدم أجزاء من العظام القديمة التالفة ثم إعادة بنائها من جديد وهكذا.
الأسباب و الأعراض
ما هي أهم الأسباب و العوامل في الإصابة بهشاشة العظام؟
إن التقدم في السن وخاصة بعد سن 65 سنة يعتبر سبباً وعاملاً مهماً في الإصابة، فكلما ازداد عمر الإنسان كان أكثر عرضة للإصابة بالمرض. وهناك عوامل أخري لا تقل أهمية، منها:
انقطاع الدورة الشهرية لدي النساء قبل سن 45 سنة، العامل الوراثي مثل إصابة أحد أفراد العائلة وخاصة النساء بهشاشة العظام، النقص في تناول الكالسيوم وفيتامين “دي” في الغذاء، عدم ممارسة الرياضة، انعدام التعرض لأشعة الشمس، التدخين و الإكثار من تناول القهوة و المشروبات الروحية، استخدام بعض العقاقير مثل مركبات الكورتيزون أو أدوية الصرع، و أمراض الغدة الدرقية أو جار الدرقية، وأمراض الجهاز الهضمي وسوء الإمتصاص و أمراض الفشل الكلوي.
ما هي أهم أعراض المرض؟
إن معظم المصابين لا يكتشفون أن عندهم هشاشة عظمية، في المراحل الإبتدائية للمرض، إلا بعد تعرضهم لحدوث كسور في عظام الفخذ أو العمود الفقري أو الساعد ولذا يسمي هذا المرض “المرض الصامت”. ثم يبدأ الشعور بآلام حادة وتحدب بالظهر نتيجة حدوث كسور بفقرات الظهر.
هل هناك فارق بين هشاشة العظام ولين العظام عند الأطفال؟
نعم، هناك فرق كبير بين هشاشة العظام ولين العظام ويمكن التمييز بينهما مخبرياً وإشعاعياً. فمثلاً لين العظام يرافقه نقص شديد في مستوي فيتامين “دي” بالدم يصاحبه نقص في مستوي معدن الكالسيوم و الفوسفات وارتفاع إنزيم العظم البناء. أما بالنسبة لهشاشة العظام فقد يصاحبه نقص بسيط أو متوسط بمستوي فيتامين “دي” ولكن مستوي معدن الكالسيوم و الفوسفات وإنزيم العظم البناء يكون طبيعياً. وهنالك تغيرات خاصة بلين العظام عند عمل التصوير باستخدام الأشعة السينية.
الكالسيوم وفيتامين “دي”
ما هي احتياجات الجسم اليومية من الكالسيوم و فيتامين “دي” تعتمد علي المرحلة العمرية ومدي النقص في فيتامين”دي” وعلي وجود أمراض أخري مصاحبة. ولكن الإنسان الطبيعي بعد سن الخمسين يحتاج إلي 1200ملجم من الكالسيوم يومياً و800 إلي 1000وحدة دولية من فيتامين “دي” يومياً.
متي تصل كثافة العظم إلي مستوي الذروة خلال مراحل العمر؟
تستمر زيادة كثافة العظم حتي سن الثلاثين. وهذا يسمي (ذروة أو قمة الكثافة العظمية). بعد ذلك قد تبقي كتلة العظام ثابتة أوتتناقص ببطء شديد (نحو 1% سنوياً) في الحالات الطبيعية، أما عند الإصابة بهشاشة العظام فإن الكتلة العظمية تتناقص بسرعة كبيرة مسببة عظاماً مليئة بالثقوب سهلة الكسر.
لماذا تعاني السيدات أكثر من الرجال بوهن العظام بعد سن اليأس؟
هناك دور كبير لهرمون الأنوثة (وخاصة هرمون الإستروجين) في زيادة كتلة العظم، وعند انقطاع الدورة الشهرية والدخول في سن اليأس يتناقص إفراز هرمون الإستروجين من المبيضين مما يزيد من فقدان الكتلة العظمية لدي السيدات، بالإضافة إلي أن النساء لديهن كتلة عظمية أقل مقارنة بالرجال وبالتالي فإن عظامهن أضعف من عظام الرجال في نفس المرحلة العمرية.